بينما يعرف عدد المصابين بداء السكري وأمراض الغدد، ارتفاعا متزايدا بين مواطني الدول المغاربية، وصار يشكل عبئا كبيرا على جيوب ضحاياه نظرا لارتفاع تكاليف العلاج، دعا أطباء اختصاصيون من دول المغرب العربي وإفريقيا، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر المغاربي ال14، المنعقد ما بين 19 و 21 أبريل، بمدينة طنجة، الحكومات إلى تيسير ولوج مرضى “القاتل الصامت”، لخدمات العلاج الجديد الذي جاءت به وسائل التكنولوجية الطبية الحديثة.
وفي هذاالصدد كشف رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد وداء السكري، حمدون الحساني، أن المؤتمر المغاربي ال14، أتى بجديد العلاجات الموجودة في الساحة الطبية على الصعيد الدولي، بخصوص مداواة أمراض الغدد الدرقية، والمتمثلة في إجراء عمليات من دون جراحة، باستعمال العلاج بالأشعة «اللايزر»، والأمواج فوق الصوتية عوض العلاج الكيماوي أو الجراحي.
وأضاف الحساني في تصريح لـ “اليوم 24″، أن المؤتمر الذي يندرج في إطار التكوين الطبي المستمر، خصص أشغاله لمناقشة أمراض الغدد «SMEDIAN» السكري عند المرأة، لكونها أكثر عرضة للإصابة بأورام خبيثة خاصة في فترة الحمل، مبرزا بأن المؤتمر سيتوج بتوصيات تدعو حكومات الدول المغاربية، إلى أن تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الاقتصادية والمالية حتى لا يشكل هذا المرض المزمن عبئا على جيوب المرضى.
وأفاد رئيس الجمعية المغربية لأمراض الغدد وداء السكري والتغذية، في ذات التصريح، أن من بين التحديات الكبرى المطروحة على المؤتمر المغاربي الـ 14 لداء السكري وأمراض الغدد، تلك المتعلقة بإنجاز أبحاث بين مختلف الدول المغاربية، وإعداد توصيات تتماشى مع السياق المغاربي والافريقي، مشددا على أن لأن صحة المواطن لا تقدر بثمن.
وتابع المتحدث قوله، أن هذا المؤتمر سيجمع على مدى أربعة أيام بمدينة البوغاز مختصين في امراض الغدد مغاربة إلى جانب زملائهم من الفدرالية المغاربية لأمراض الغدد والسكري التي رأت النور قبل 14 سنة بمراكش، إذ ينتظر أن يعرف تنظيم سلسلة من المحاضرات واللقاءات العلمية حول مواضيع مختلفة، أبرزها؛ “التكفل بداء السكري خلال فترة الحمل” و “والوضعية الحالية بالمغرب في مجال الكشف عن السكري والتكفل بالمرضى”.
من جانبها؛ قالت أستاذة مبرزة بالمعهد الوطني للتغذية بتونس، ليلى بنسالم الهاشمي، في تصريح لـ “اليوم 24″، إن مرض السكري يتزايد بشكل سريع بين مواطني دول المغرب العربي، بسبب تغير نمط العيش ومكونات التغذية، ومن أبرز مظاهره ارتفاع حالات “السمنة” و “التخمة الجسمانية”، مشيرة إلى بلدها تونس يعرف أكبر نسبة من المصابين بمرض السكري، بلغت حسب آخر الدراسات الإحصائية، نسبة 15 بالمائة من مجموع الساكنة.
ولفتت ليلى الخاشمي، إلى أنه في السنوات الأخيرة أصبح داء السكري يصيب الفئات العمرية الشابة والمتوسطة، بعد أن كان في السابق يقتصر على الكبار الذين يتجاوز أعمارهم 45 سنة، معتبرة أن المؤتمر المغاربي الرابع عشر، يشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين الأطباء والاختصاصيين من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا، من أجل تطوير التدخلات العلاجية، لمداواة مرضى الغدد والسكري.
وستستمر أشغال المؤتمر المنعقد بمدينة طنجة إلى غاية يوم غد الأحد، حيث ينتظر أن تتم خلال هذه الدورة مناقشة اضطرابات الغدد لدى الاشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية حادة، وتقديم دراسة مغاربية حول السمنة لدى النساء، وكذا بعض أشكال سرطان الغدة الدرقية.